نظرة عامة على مبادرات وتحديات المدينة الذكية في الشرق الأوسط

خلاصة

تضم المدن بالفعل نصف سكان العالم، وهي نسبة من المتوقع أن ترتفع إلى 70% بحلول عام 2050 (كيريمتات وآخرون، 2020). وقد أدى هذا التوسع إلى توسع المدن بمعدل ينذر بالخطر، مما يؤثر على جودة وأداء خدماتها ونوعية حياة سكانها. وقد بدأت العديد من البلدان والحكومات حول العالم في اتخاذ إجراءات وتطوير استراتيجيات محتملة للتخفيف من الآثار السلبية للزيادة السكانية وتغير المناخ، وكذلك لخلق مساحات حضرية يمكن للناس فيها ممارسة أنشطتهم اليومية بمعدلات نجاح عالية في بيئة مستدامة وخلاقة ومسؤولة اجتماعيًا. ونظرًا لإمكانية تطوير حلول مبتكرة للمشاكل الاجتماعية والبيئية التي تتغير وتتطور باستمرار بناءً على استجابات الجمهور، اكتسب مفهوم المدن الذكية مؤخرًا شعبية في الدول المتقدمة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي. تنشأ المشاكل المتعلقة بالصحة، وحركة المرور، والتلوث، وندرة الموارد، وإدارة النفايات، وضعف البنية التحتية، وبالتالي تتدهور التنمية في المدينة. هذه المشاكل تقوض نمو المدينة وتفككها بالكامل. وقد أدى ذلك إلى تطبيق وتكييف التكنولوجيا كحل لجميع هذه المشاكل، ومن ثم تم تطوير مفهوم المدن الذكية. تقدم المدن الذكية حلولاً للبيئة المستدامة. ونتيجة لذلك، بدأت العديد من الحكومات والشركات من القطاع الخاص مبادرات اختبار ميدانية مختلفة في جميع أنحاء العالم (لاي وآخرون، 2020). وعلاوة على ذلك، بدأت مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في التفكير في مبادرة المدن الذكية كبدائل حديثة أكثر سهولة لتلبية احتياجاتها. ستستخدم هذه الورقة البحثية استعراض الأدبيات للنظر في جوانب “المدن الذكية” وإمكانية تطبيقها واعتمادها في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ذلك ستناقش هذه الورقة التحديات التي يجب أخذها في الاعتبار عند تصميم مدينة ذكية.