Emirates Scholar Research Center - Research Publishing & Indexing Center

حاكم الشارقة يشهد توقيع اتفاقية لرقمنة أرشيف اليونسكو العالمي بمنحة 6 ملايين دولار

باريس، فرنسا – شهدت العاصمة الفرنسية باريس لحظة تاريخية في سجل الشارقة الثقافي، حيث حضر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، توقيع اتفاقية شراكة بين هيئة الشارقة للكتاب ومنظمة اليونسكو لرقمنة الأرشيف العالمي للمنظمة، بمنحة سخية بلغت 6 ملايين دولار أميركي. وجاءت هذه الخطوة النوعية تجسيدًا لرؤية سموه في حفظ الإرث الإنساني وضمان استدامة الوصول إليه للأجيال المقبلة.

وتسعى هذه الاتفاقية، التي وقعتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، إلى رقمنة أكثر من 2.5 مليون صفحة من الوثائق، الصور، والتسجيلات التي توثق تاريخ منظمة اليونسكو منذ تأسيسها عام 1945، علمًا بأن أقل من 5% فقط من هذا الأرشيف قد تم رقمنته حتى الآن. وبهذه المبادرة، ستتولى الشارقة توثيق نحو 95% من محتوى الأرشيف المتبقي، على مدى خمس سنوات، لتصبح بذلك شريكًا عالميًا رائدًا في صون ذاكرة العالم وحفظ التراث الإنساني للأجيال القادمة.

وفي السياق ذاته، كرّمت منظمة اليونسكو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي على إنجازه الكبير في قيادة مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، الذي أدرج رسميًا ضمن مكتبة اليونسكو. وقد أُقيم حفل التكريم تحت شعار: “اللغة العربية: جسر بين التراث والمعرفة”، بحضور سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي وعدد من كبار الشخصيات والسفراء والمثقفين.

وقال سموه في كلمته خلال الحفل:

“نقف اليوم أمام لحظة تاريخية للغة العربية، حيث يلتقي العلم بالتراث، وتُكرَّم جهود عقود من العمل الدؤوب في توثيق تاريخ اللغة العربية، لغة القرآن والحضارة”.

وعلى هامش التكريم، يعرب مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، التابع لمؤسسة الإمارات للعلوم والبحوث، عن اعتزازه بدوره المحوري في من مشروع المعجم، حيث يتولى المركز مسؤولية تحويل المعجم التاريخي إلى منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي(المعجم GPT)، تتيح الوصول السريع والذكي إلى جذور الكلمات وتطور دلالاتها، مما يجعل المعجم أكثر قربًا من الباحثين والمعلمين والطلبة في العالم العربي والعالم.

هذا التوجه يؤكد التزام الإمارات والشارقة بالدمج بين التراث العريق والتكنولوجيا الحديثة، في خطوة تعزز من مكانتها العالمية في رعاية الثقافة والمعرفة. كما يعكس المشروع المشترك بين الشارقة واليونسكو مثالًا حيًا على كيف يمكن للمدن الثقافية أن تكون حاملة لرسالة إنسانية سامية، تسهم في بناء جسور الحوار والتفاهم بين الشعوب.

ويواصل مركز باحثي الإمارات التزامه بتطوير حلول معرفية الرقمية تسهم في توثيق وحماية الذاكرة الثقافية واللغوية للعالم العربي، متبعًا نهج ورؤية دولة الإمارات في بناء مستقبل يرتكز على الفهم العميق والانفتاح الحضاري.

53 Views

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top
Close
Browse Categories
Browse Tags