تعيش المؤسسات والمنظمات في عصر يتميز بالتطور التكنولوجي السريع والتحول الرقمي، وهو ما يتطلب
منها التكيف والابتكار للبقاء على قيد الحياة والتنافس في السوق. واحدة من المؤسسات التي تحتاج إلى
التحول المؤسسي هي مؤسسة التدریب المهني الأردنية، وذلك لمواكبة التغيرات الحاصلة في سوق العمل
وتلبية احتاجات العصر الجديد.
ثورة الجيل الرابع، المعروفة أيضًا ب “الثورة الصناعية الرابعة”، تعد واحدة من أهم الثورات التكنولوجية
التي تؤثر على جميع جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك المجال التعلیمي والتدريبي. واحتياجات سوق العمل
الحديثة تتطلب تقدیم تدريب مهنهي يتناسب مع متطلبات الوظائف المستقبلية والمهارات الجديدة المطلوبة.
توفر ثورة الجيل الرابع مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات التي يمكن أن تعزز تجربة التدريب المهني
وتعزز تأثيره. واحدة من أبرز هذه الأدوات هي الواقع الافتراضي وا لواقع المعزز، التي تسمح للمتدربين
بممارسة المهارات العملية في بيئة آمنة وواقعية دون المخاطر المحتملة في العالم الحقيقي.
باستخدام آليات وأدوات المستقبل، يمكن لمؤسسة التدريب المهني الأردنية توفير تجارب تعليمية مبتكرة
وشيقة للمتدربين. على سبيل المثال، يمكن ا ستخدام الروبوتات التعليمية لتعليم المهارات الفنية والتقنية، وذلك
من خلال الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتحليل أداء المتدربين وتوفير ردود فعل
فورية وتوجيهات محددة.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والتوقعات، مما يساعد في تحديد
احتياجات سوق العمل وتوجيه البرامج التدريبية بناءً على ذلك. يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي في
تطوير منصات التعلم الإلكتروني المخصصة، والتي توفر تجارب تعليمية مخصصة وفعالة للمتدربين.
من المهم أن یتم دمج هذه التقنیات والأدوات في استراتيجیة التدريب المهني الأردنية، وتوفير التدريب
والتأهيل المناسب للشباب والباحثين عن العمل. يجب أن تكون هذه الاستراتيجية مستدامة وتأخذ في الاعتبار
التغيرات المستقبلية المتوقعة في سوق العمل، مما يضمن استعداد المتدربين لمواجهة التحديات القادمة
وتحقيق النجاح المهني.
وفي النهاية، يجب أن يكون هناك تعاون وشراكة بين مؤسسة التدريب المهني الأردنية والقطاع الخاص،
حيث يمكن للشركات والمنظمات المحلية أن تسهم في تحقيق هذا التحول المؤسسي من خلال دعم التدريب
التقني وتوفير فرص العمل والتدريب التطبيقي.
بهذه الطريقة، يمكن لمؤسسة التدريب المهني الأردنية الانتقال بنجاح إلى العصر الجديد، وتلبية احتياجات
سوق العمل المتغيرة، وتحقيق التنمية المستدامة والنجاح المهني للمتدربين. استخدام ثورة الجيل الرابع
وآليات وأدوات المستقبل مع الذكاء الاصطناعي يشكل فرصة حقيقية للتحول والتطور في مجال التدريب
المهني في الأردن.
م. جعفر العمر ي