خلاصة
إن دراسة ظاهرة الفجر الصادق، وهي عنصر حاسم في شفق الصباح، لها أهمية كبيرة بالنسبة للمسلمين (الذين يشكلون ربع سكان العالم تقريبًا) ولعلم الفلك بشكل عام، خاصة في مشاهدة الأجرام السماوية خلال فترة الشفق. ويكتسب الرصد بالعين المجردة أهمية قصوى في رصد الظواهر والأجرام السماوية خلال ساعات الليل والشفق، كما أنه بمثابة مرجع أساسي لحساب المقادير الضوئية. اشتمل هذا البحث على عمليات رصد بالعين المجردة للفجر الصادق في ثلاثة مواقع صحراوية مختلفة ذات مناخات مختلفة ولكن خطوط العرض متشابهة. وشمل أحد المواقع أيضًا عمليات رصد متزامنة بالكاميرا. في الرياض (المملكة العربية السعودية)، لوحظ أن الفجر الصادق ينتشر ويتوسع تدريجياً من نقطة الانخفاض الشمسي (Do) البالغة 14.6 درجة (حيث يمثل Do الارتفاع الشمسي السالب)، مع اتساع السمت الأفقي حتى يصل ضوء الفجر إلى نطاق WAZ=80˚. التدرج اللوني لشدة تدرج الضوء أثناء الفجر الصادق هو الأحمر > الأخضر > الأزرق، ويكون الفجر الكاذب عند Do = 18.58°± 0.85 درجة، بينما يكون الفجر الصادق عند Do = 14.88° (14.58° ± 0.3). وقد لوحظ الفجر الكاذب عند Do = 18.58° ± 0.85 ° والفجر الصادق عند Do = 14.58° ± 0.3. في يوم 15 مايو/أيار في مصر، رُصد الفجر الصادق عند انخفاض شمسي (Do) قدره 12.69° (11.88° ± 0.81°). تأثر هذا الرصد بانخفاض الرؤية الأفقية بسبب اتجاه الرياح من مدينة حلوان. وكشفت عمليات الرصد التي أجريت في موقعين صحراويين متجاورين في موريتانيا عن بداية حقيقية للفجر عند درجة Do = 14.85° (14.24° ± 0.61°). وفي ظل الظروف المثلى التي تتميز برؤية ممتازة (اكتمال ضوء القمر وطور القمر حوله، f ≈ 1)، لوحظ أن بداية الفجر الحقيقية في مواقع مثل الرياض في موريتانيا وأسوان في مصر تحدث عند Do ≈ 14.4° تقريبًا.