الشيخ موفق طريف: الحوار بين الأديان ضروري لتعزيز التعايش والسلام

اختتم مركز دارس الإمارات للبحوث والدراسات المؤتمر الدولي الثاني لحوار الحضارات والتسامح 2025، الذي أقيم في مركز أبوظبي للطاقة في الفترة من 19 إلى 21 فبراير بالشراكة مع مؤسسات محلية ودولية معنية بالحوار والتسامح.

استقبل المؤتمر جمعًا متميزًا من الأكاديميين وصانعي السياسات والقيادات الدينية في جميع أنحاء العالم، حيث شاركوا في مناقشات حول تعزيز التعايش السلمي وأهمية التعاون البحثي في تطوير استراتيجيات مستدامة لمواجهة التحديات الفكرية والثقافية.

وخلال هذا الحدث، ألقى فضيلة الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية ورئيس المجلس الديني الدرزي، كلمة رئيسية أكد فيها أن الحوار بين الأديان هو ركيزة أساسية لتعزيز التفاهم المتبادل وتقوية قيم التسامح.

وأشار إلى أن المجتمعات الحديثة تواجه تحديات متزايدة تستلزم مزيدًا من التعاون الأكاديمي والفكري، داعيًا إلى تطوير دراسات متخصصة تعزز الحوار بين الثقافات وترسخ أسس العيش المشترك.

وشدد الشيخ طريف على أن القيم الإنسانية العالمية، مثل العدل والرحمة والمحبة، هي حجر الزاوية في التسامح الديني، مسلطًا الضوء على أن التاريخ أثبت قدرة المجتمعات المتنوعة على تجاوز الصراعات من خلال الانفتاح والتفاهم المتبادل.

البحوث الأكاديمية كأساس للحوار والتعايش

أكد الدكتور فواز حبّال، رئيس المؤتمر والمدير العام وعضو مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات، على أن تعزيز قيم الحوار والتسامح يتطلب منهجًا علميًا يرتكز على البحث الأكاديمي المعمق.

وقال: “المعرفة هي أساس أي جهود حقيقية تهدف إلى بناء مجتمعات قائمة على التفاهم المتبادل والتعايش”.

وبالمثل، سلّط الدكتور فراس حبّال، رئيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث العلمية ونائب رئيس مجلس الأمناء، الضوء على نجاح المؤتمر في استقطاب أكثر من 3,200 مشارك من 112 دولة يمثلون 36 خلفيّة دينية ويتحدثون أكثر من 10 لغات.

وأشار إلى أن: “إن هذه الأرقام تعكس الأهمية المتزايدة للحوار الأكاديمي والديني في بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وانسجامًا مع تعزيز دور البحث العلمي في تعزيز التعايش والتفاهم المتبادل”.

تعزيز التعاون البحثي والأكاديمي

في إطار جهوده المتواصلة لتعزيز التعاون الأكاديمي، وقّع مركز الإمارات للدراسات والبحوث العلمية مذكرة تفاهم مع المجلس الديني الدرزي. وتهدف الاتفاقية إلى إطلاق مشاريع بحثية مشتركة تدعم الحوار بين الأديان وتعزز قيم التسامح والتعايش. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الاتفاقية تنظيم ندوات أكاديمية وبرامج بحثية لبناء روابط ثقافية ودينية أقوى.