Emirates Scholar Research Center - Research Publishing & Indexing Center

المجلس الرمضاني “الخليجي” يستضيف عبدالله بلحيف النعيمي

كشف الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، رئيس مجلس أمناء مركز باحثي الإمارات، عن 5 تحديات مؤثرة تعيق تقدم البحث العلمي في المجتمعات، مؤكداً أن العمل البحثي له إمكانات وقدراته على وضع حد للعديد من الأزمات الحالية والمستقبلية في مختلف المجالات.

وقدم بلحيف 10 توصيات مهمة، تحمل معالجات وحلول للمعوقات التي تواجه البحث العلمي، إضافة إلى قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص لتحقيق جودة الأداء والدقة في مخرجات البحث.

جاء ذلك خلال المجلس الرمضاني الذي نظمه الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، حيث استضافت “الخليج” إلى جانب عدد من الخبراء والأكاديميين والباحثين وممثلي الجامعات. وتم التركيز على القضايا الأكثر إلحاحاً في مجال البحث وتأثيرات البحوث في مختلف المجالات الحيوية، بما في ذلك البيئة والتغير المناخي والطاقة والأمراض الناشئة التي ظهرت مؤخراً عالمياً.

تحديات مهمة

وركز الدكتور عبد الله بلحيف على ثلاثة تحديات مهمة. يعالج الأول الجامعات التي تفتقر إلى عملية اختيار في موضوعات البحث، إلى جانب حاجة المجتمع لنتائج البحث وتأثيراته. علاوة على ذلك، فإن الأبحاث المتوفرة حاليًا تميل إلى أن تكون شخصية بدلًا من أن تخدم الهدف الأساسي للبحث العلمي، وهو إفادة المجتمع بمختلف قطاعاته.

وأشار إلى أن معظم الأساتذة في الجامعات يهتمون في المقام الأول بتعزيز وتحسين وضعهم الأكاديمي استنادا إلى عدد معين من الأبحاث المنشورة في المجلات العلمية العالمية. وفي حين أن هذا هو سعيهم المشروع، فإن للمجتمع أيضًا الحق في الاستفادة من خبرات وعقول العاملين في الجامعات.

علاوة على ذلك، أكد أن التمويل غالباً ما يذهب نحو أبحاث أساتذة الجامعات، مع إهمال الفوائد المحتملة للبحث العلمي المبني على المعرفة لدى الطلاب، والذي يساهم بشكل فعال في تقدم الأساتذة أيضاً. وأكد أن البحث العلمي بهذه الطريقة لن يتقدم بنا خطوة واحدة، وهو ما يمثل تحديا واضحا وصريحا يستحق التحقيق والعلاج.

الدعم والتمويل

وذكر عبد الله بلحيف أن التحدي الثاني الذي يواجه البحث العلمي يكمن في نشر المعرفة. يفتقر المجتمع العالمي إلى منصة موحدة للبحث العلمي، مما يؤدي إلى تشتت الجهود وعدم توفر النتائج. بالإضافة إلى ذلك، هناك فجوة بين المجتمعات في المسارات البحثية، مع غياب تام للبحث العلمي المشترك عالميًا، على الرغم من أن قدرات الباحثين لا مثيل لها في معالجة الأزمات التي تواجهها البشرية في جميع المجالات. علاوة على ذلك، هناك إمكانيات تقدم الحلول والعلاجات لجميع القضايا المطروحة.

وأكد أن التحدي الثالث هو الأهم، لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالدعم والتمويل، الذي أصبح محدودا بشكل مفرط في معظم المجتمعات. وتفتقر بعض الحكومات إلى القدرة على تقديم الدعم، في حين لا تحتوي ميزانيات الجامعات على مخصصات كافية لتمكين مسارات البحث العلمي. ويرى القطاع الخاص، وخاصة القطاع الصناعي، أن البحث العلمي يشكل عبئا إضافيا على ميزانياته، على الرغم من كونه من أكثر القطاعات حاجة إلى تدخلات البحث العلمي.

وناقش المشاركون في المجلس تحديات أخرى، مبرزين أن التحدي الرابع يكمن في ندرة منافذ النشر العلمي المتخصصة محليا، إلى جانب محدودية دور المطبوعات العالمية التي تتقاضى رسوما باهظة للنشر، إلى جانب التحدي المتمثل في بطء النشر مما يعيق الإنجاز. من النتائج الإيجابية المرجوة. وأوضحوا أن اختيار موضوعات بحثية خارج التخصص يشكل تحديا جديدا يستحق الدراسة والتحليل والمواءمة والعلاج.

تمهيد الطريق

ووضع المجلس 10 توصيات لتمهيد مسارات البحث العلمي وتمكينه في مختلف المجتمعات. وأكد الدكتور عبد الله بلحيف أن الحل الأول يكمن في تنظيم البحث المعرفي ووضع القواعد الأساسية للبحث العلمي والمعرفي. يعد القانون أداة لتحقيق الانضباط وضمان الامتثال، حيث أنه مصمم لتنظيم وتيرة العمل في جميع المجالات.

وذكر كذلك أن تعزيز تمويل البحوث يعد أحد أكثر التدخلات فعالية. إن زيادة التمويل الحكومي والخاص للبحث العلمي يحفز الابتكار والاكتشاف والإبداع في إيجاد حلول للقضايا الملحة. وشدد على أهمية توفير البنية التحتية، حيث يشكل الاستثمار في البنية التحتية المتقدمة مثل المختبرات والمرافق البحثية تمكيناً حقيقياً للباحثين لإجراء أبحاث عالية الجودة.

التعاون الدولي

وأكد عبدالله بلحيف أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث العلمي وبناء الشراكات مع الجامعات والمؤسسات البحثية الدولية لتبادل المعرفة والخبرات والتعاون على إيجاد حلول فعالة للأزمات الحالية، خاصة تلك المتعلقة بالطاقة والبيئة وتغير المناخ والصحة والتغذية. التحولات في القطاعات الحيوية التي تلبي الاحتياجات الفعلية للمجتمعات.

وشدد على أهمية توجيه البحوث نحو الحلول العملية وتشجيع البحوث الهادفة إلى حل المشكلات الراهنة في المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة. ويشمل ذلك تشجيع التطبيقات التكنولوجية لدعم الأبحاث الهادفة إلى تطوير تقنيات وابتكارات جديدة تساهم في تحسين نوعية الحياة وتعزيز التنمية الاقتصادية. وأكد أهمية دعم الباحثين الشباب من خلال توفير برامج التدريب والتمويل لهم لتطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم والاستفادة من إمكاناتهم في البحث العلمي.

كما أكد بلحيف على أهمية تعزيز الثقافة البحثية وتشجيع مسارات التعليم البحثي والاكتشاف والتحليل من خلال تنظيم المؤتمرات وورش العمل الهادفة ونشر المعرفة العلمية بشكل مباشر وفق خطط منهجية وأهداف واضحة. وشدد على الحاجة الملحة لتحفيز التفاعل مع القطاع الصناعي لتعزيز التعاون بين الباحثين الأكاديميين والصناعة لترجمة البحوث الأكاديمية إلى منتجات وخدمات عملية.

هيكل نظام البحث واختيار الموظفين

وشدد المشاركون في المجلس على أهمية تنويع الحلول لتشجيع النشر العلمي. وأكدوا على ضرورة تقديم حوافز هادفة لتعزيز مكانة الباحثين وتحفيزهم لنشر نتائج أبحاثهم في المجلات العلمية المحكمة والمشاركة في المؤتمرات.

وشددوا على أهمية إعادة تقييم هيكل نظام البحث وضرورة اختيار الموظفين المسؤولين عن عمليات البحث العلمي. وشددوا على الحاجة إلى منهجية جديدة لتنظيم وتبسيط إجراءات عمل أساتذة الجامعات، وإتاحة الفرصة لهم لتكريس أنفسهم لإجراء أبحاث عملية هادفة ومؤثرة. كما تم التأكيد على العناية والدقة في اختيار موضوعات البحث، مما يضمن أنها تعود بالنفع على المجتمعات وليس الأفراد.

وأشاروا إلى أن تعزيز الوعي العام يعد من الحلول الأكثر فعالية للتغلب على التحديات التي تواجه البحث العلمي عالميا وإقليميا ودوليا. إن توعية المجتمع بأهمية البحث العلمي تلعب دورا حيويا في التنمية الشاملة وتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي.

59 Views
Scroll to top
Close
Browse Categories
Browse Tags