دورة حياة البحث والتطوير

دورة حياة البحث والتطوير

في مقالي الأخير التي نشرت في جريدة الاتحاد الإماراتية، قسمت دورة حياة البحث والتطوير إلى ثلاث مراحل:

  1. مرحلة المختبر (إصدار المعرفة)
  2. مرحلة التسويق (تسويق المعرفة)
  3. مرحلة التأثير المجتمعي (تأثير المعرفة)

لذا اختصرتها في جملة واحدة: “من المختبر إلى السوق من أجل المجتمع.”

بعد نشر هذا المقال، تلقيت العديد من الأسئلة حول الخطوات العملية لدورة حياة البحث والتطوير.

في هذا المقالة، سأكتب حول الخطوات في كل مرحلة من دورة حياة البحث والتطوير. في المجمل، هناك ست خطوات عملية مقسمة على ثلاث مراحل كما شرحت سابقًا.

المرحلة الأولى (المختبر: إصدار المعرفة):

الخطوة الأولى: المدخلات (Inputs):

في هذه المرحلة، أهم المدخلات هي الدعم المادي (تمويل)، والباحثين، والمختبرات المجهزة، وتوافر الإحصائيات.

الخطوة الثانية: الأنشطة:

هنا تبدأ الأنشطة بشكل فعلي، مثل التجارب المختبرية والتحليل الإحصائي والبحث الميداني وغيرها من الأساليب المعروفة في البحث العلمي. يُطلق عليها زميلي و استاذي السابق ” بو أحمد” مرحلة التصنيع.

الخطوة الثالثة: المخرجات (Outputs):

البحث العلمي ينتج مخرجات متنوعة، وأحد أهمها عادة هو النشرات العلمية (Publications) التي تلعب دورًا رئيسيًا في نشر المعرفة. وفي الوقت الحالي، نعيش في ما يُعرف بجيل “السادس” من البحث والتطوير، ونحتاج مقالًا متخصصًا آخر لشرح تطور قطاع البحث والتطوير على مر العصور. وبالإضافة إلى المنشورات، هناك مخرجات أخرى مثل براءات الاختراع والشركات الناشئة والحلول الصناعية.

بعد الخطوة الثالثة، ننتقل إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة تسويق المعرفة.

المرحلة الثانية: تسويق المعرفة.

الخطوة الرابعة: التسويق الاستثماري.

في هذه المرحلة، هناك خطوتين، وأسميت الأولى “التسويق الاستثماري”، وبنظري الشخصي، هذه الخطوة الأهم بين جميع مراحل دورة حياة البحث والتطوير، كما علمتنا التجارب التاريخية. يمكن استخدام مثال مشهور للعالمين توماس أديسون ونيكولا تسلا. نيكولا تسلا كان باحثًا علميًا أفضل بكثير من أديسون، لكن أديسون كان ذكيًا في مجال التسويق وعرف كيف يستفيد من اختراعاته. ولذلك، نصيحتي هنا للباحثين في المجال العلمي والأكاديمي هي أن يتعلموا كيفية فهم ريادة الأعمال والتسويق وإعداد خطة عمل ومفاهيم أخرى تجعل المخرج العلمي له قيمة تجارية.

الخطوة الخامسة: النتائج (Outcomes).

نتائج البحث العلمي في مرحلة “تسويق المعرفة” تشمل إدارة المنتج. على سبيل المثال، هناك العديد من المنتجات الناتجة عن البحوث التطبيقية التي بدون تسويق جيد، قد لا تحقق النجاح المستحق بسبب سوء إدارة النتائج وعدم التفكير الاستراتيجي.

مثلاً، شركة كوداك المعروفة في مجال التصوير كانت أول شركة تعمل على فكرة التصوير الرقمي وحازت على براءات اختراع ونجحت في التسويق بداية جيدة، ولكن إدارة النتائج لم تكن واقعية، حيث رأت أن التصوير الرقمي لا يجلب أرباحًا كبيرة بالنسبة للجهد المبذول. إدارة المنتج بشكل صحيح وتحليل التغذية الراجعة أمور أساسية في هذه الخطوة.

المرحلة الأخيرة “تأثير المعرفة”.

ونختم بالخطوة السادسة والأخيرة، وهي “التأثير”. تُعتبر هذه الخطوة اللمسة النهائية على عمل فريق بحث علمي تطبيقي معين.

على سبيل المثال، داء الخرف هو تحدي رئيسي للبشرية. ولنطبق الخطوات الست التي شرحناها في هذا المثال:

الخطوة الأولى: تأمين التمويل المناسب مع الفريق البحثي والمختبرات المناسبة.

الخطوة الثانية: البحث والتجارب للعثور على حلاً.

الخطوة الثالثة: اكتشاف مصل خاص يمكنه منع داء الخرف للبشر.

الخطوة الرابعة: وضع خطة تسويقية مناسبة مع اعترافات دولية مثل FDA وتحديد أسعار متاحة للجميع.

الخطوة الخامسة: تحسين المنتج بناءً على الاقتراحات الأولية وتحسين استراتيجية التوريد.

الخطوة السادسة: يظهر التأثير المجتمعي من خلال تقليل حالات داء الخرف وتوفير تكاليف العلاج التقليدي على الدولة والاستفادة من خبرات كبار المواطنين وتحسين جودة الحياة العامة، وبالتالي تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية للدولة من هذه الرحلة في إطار ما يعرف بالاقتصاد المعرفي.

في الختام، حاولت تلخيص دورة حياة البحث العلمي من خلال مراحله الثلاث والخطوات الست التي توزعت على هذه المراحل.

مع أطيب التحيات،

Prof Dr Ghanim Kashwani
PhD CEng FICE FEI
November 2023
Board Member
Emirates Scholars

333 Views
Scroll to top
Close
Browse Categories
Browse Tags