Emirates Scholar Research Center - Research Publishing & Indexing Center

ثقافة التسامح والحوار ودورهما في تعزيز رابطة الأخوة الإنسانية.

Authors: Mohammed Abbadi
Conference: International Dialogue Of Civilization And Tolerance Conference – Abu Dhabi 2024
Keywords: الكلمات المفتاحية: ثقافة التسامح، الحوار، الرابطة، السلوك الحضاري.


Abstract

ملخص البحث: تعد ثقافة التسامح والحوار من أبرز مظاهر السلوك الحضاري بين مختلف العقائد والأديان، يتجلى ذلك من خلال احترامهم في اختياراتهم العقدية ومعاملاتهم الحضارية من غير أن يكون الاختلاف الديني أو العقدي سببا في القطيعة أو العداوة بين الناس على هذا الأساس. إن ثقافة الحوار والتسامح مع المخالف سواء من المسلمين أو غيرهم من الأسس التي تعزز رابطة الأخوة الإنسانية. فالحوار بين أتباع الأديان أصيل في ثقافة التسامح لذلك ركز القرآن الكريم عليه في كثير من الآيات القرآنية سواء المكية منها أو المدنية. التي تدل بمنطوقها ومفهومها على أن ثقافة التسامح والحوار من الوسائل الناجعة لإيصال الحقيقة وتعزيز رابطة الأخوة الإنسانية، فالتواصل بين الناس بمختلف أديانهم ونحلهم يحققه الحوار بلا شك؛ ويدعمه التسامح بين الناس عموما باعتبارهما مبدآن أساسيان يعززان هذه الرابطة، حيث كلما تحقق دعم رابطة الأخوة الإنسانية، كلما تحق معها السلم والسلام والأمن والاعتراف بالمخالف. إن ثقافة التسامح والحوار البناء تُعلم الإنسان حسن الاستماع للمخالف وطريق هادئ إلى فتح القلوب وتعزيز الأخوة الإنسانية بين كافة البشر، لأن بهما يتم تضييق هوة الخلاف وتقريب وجهات النظر، وإيجاد الحل الوسط الذي يرضي الأطراف في زمن كثُر فيه التباغض والتناحر والتشاجر، الذي ينتج عنه الاعتداء السافر على رابطة الأخوة الإنسانية من قِبل من لا يفهون قيمة الحوار والتسامح. إذن فدور ثقافة التسامح والحوار له من الأهمية ما يجعله من أصول دعم رابطة الأخوة الإنسانية في العصر الحاضر. ولهذا فإن الثقافة تُعبر عن اكتساب الفرد للمكونات المعرفية، والانفعالية والسلوكية من خلال تفاعله المستمر مع محيطه الاجتماعي والعالمي؛ والتي تسهم في تشكيل سلوك جيد يجعل الفرد قادرا على التفاعل بصورة سليمة مع محيطه الإنساني، ويكون قادرا على نقل هذا السلوك للآخرين من حوله تقوم على أمرين أساسين: الأول كونها من صلب تفكير العلوم الاجتماعية وهو ضروري لها بصورة ما؛ لكونها نوعا من التفكير الذي يؤدي إلى الاعتراف بوحدة الإنسان رغم اختلاف ثقافة وأعراف وديانات الشعوب. وثانيا كونها تعد وسيلة للتواصل بين الشعوب ودعامة لرابطة الأخوة الإنسانية، شريطة أن تتوفر الآليات لخلق جو ملائم لتبادل الثقافات بين الشعوب والأمم. كما أن التسامح باعتباره داعمة أساسية لرابطة الأخوة الإنسانية يقوم على جملة من المبادئ والقيم المهمة التي تخدم رابطة الأخوة الإنسانية، منها على سبيل المثال لا الحصر.  قيمة الاعتراف بالآخر والإقرار بالاختلاف.  قيمة احترام إنسانية الإنسان وضمان كرامته  قيمة الاعتدال في الأفكار والتدين والممارسات التعبدية.  قيمة الالتزام بقيم السلام والمحبة والإحسان والخير تجاه الآخرين.  قيمة التعارف والتواصل بين الثقافات الإنسانية. كما أن الحوار الحضاري يعد من أبرز الآليات التي تحقق المصالح المشتركة بين الناس ودعم رابطة الأخوة الإنسانية، فالعقلاء من الناس لا يختلفون حول حتميته وقيمته الأساسية في تجسير الهوة بين المختلفين وتقريب المسافات بين المتباعدين، ولا يكون هناك حوار إلا إذا كان هناك شيء نعتقد أو نظن أنه يفرق أو يخالف بين الأطراف ويبعد شقة التلاقي والتقارب بينهما، ومن المؤكد أن الكثير من الأمور تستدعي الحوار بسبب ما قد تشكله من اختلاف وتباعد، أو توتر ونزاع في حال غياب الحوار بين الأطراف. ونظرا لأهمية إظهار قيمة ثقافة التسامح والحوار في عصرنا الحاضر؛ فقد ارتأيت المشاركة في هذا المؤتمر العلمي الهام بهذا البحث الذي سأبحث فيها دور ثقافة التسامح والحوار في تعزيز رابطة الأخوة الإنسانية، وفق منهجية علمية رصينة تعالج الآليات والاستراتيجيات التي تدعم رابطة الأخوة الإنسانية التي أعاداها للحياة وللخطاب الإنساني عقلاء وحكماء العالم، بعدما اختفت من الساحة الإنسانية ردحا من الزمن.

1.4K Views
Scroll to top
Close
Browse Tags