Emirates Scholar Research Center - Research Publishing & Indexing Center

التحديات المعاصرة التي تعترض التسامح والتعددية، وسبل مواجهتها والتغلب عليها

Authors: Ismail Achkari Begdouri
Conference: International Dialogue Of Civilization And Tolerance Conference – Abu Dhabi 2024
Keywords: التحديات المعاصرة – التسامح – التعددية


Abstract

يعيش العالم اليوم أحداث ووقائع متسارعة ومتلاحقة لا يستطيع المتابع حصرها لكثرتها وسعة تشعباتها وترابط بعضها البعض، وتطورها الرهيب في بعض الأحيان من أحداث عادية وسلمية إلى انقسامات وصراعات وحروب وكوراث أثرت بشكل كبير على الفكر والسلوك العادي (الطبيعي) والعام للشعوب والأمم. وقد كان لهذه الاحداث سواء أكانت إيجابية أم سلبية بالغ الأثر على تبلور وتطور أفكار وأفعال الافراد والمجتمعات في كل بقاع العالم، خاصة مع ما عرفه هذا الأخير من تطورات هائلة، وإنجازات عملاقة في شتى المجالات الحياتية سرعت من تقارب هاته المجتمعات وانفتاح بعضها على البعض الاخر وترابطها، رغم تباعدها جغرافيا وثقافيا وعرقيا. لكن، إلى جانب هذا التقارب والانفتاح والتعايش ظهرت أثار جد سلبية، متمثلة في التباينات والتناقضات لم يستطع حكماء الإنسانية التغلب عليها لحد الان، وبالتالي أصبحت هذه الاثار السلبية عامل مهدد لهذا التقارب والانفتاح والتعايش الذي أفرز تعددية متنوعة بين سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية..، كانت نتيجة سلوك منفتح وانتشار لثقافة التسامح بين البشر. حيث يعتبر التسامح والتعددية من القيم الأساسية التي تساهم في بناء مجتمعات قوية ومتماسكة. ومع ذلك، تواجه هذه القيم تحديات عديدة في العصر الحديث، وهنا، أصبح لازما اليوم على الباحثين والمتخصصين الوقوف على هذه العوائق والتحديات التي تعترض عملية التسامح ومسلسل التعددية، مع البحث والدراسة لعوامل وأسباب انتشار ثقافة الخوف والكراهية والانتقام، وغياب الأمن والاستقرار، وهو ما يظهر جليا في عدم الاستقرار السياسي والنزاعات المسلحة والحروب التي تعرفها عدة مناطق من العالم (الشرق الأوسط، أوروبا الشرقية، شرق آسيا، شبه الجزيرة الهندية، القوقاز، وغيرها…). ثم هناك مشكل الهجرة وارتفاع أعداد اللاجئين في العالم، واللذان ساهما بشكل كبير في ازدياد ظاهرة العنصرية والكراهية والتطرف السياسي. ولا ننسى تلاحق الأزمات الصحية والاقتصادية وكذلك تفاقم هول الكوارث الطبيعية، مع استحضار ملف البيئة والمشاكل الناجمة عن الاخلال بتوازنها. أضف إلى ما قلناه آنفا، انحسار أصوات الداعين للسلام والتسامح والتعايش مقابل ارتفاع أصوات المنادين بالنقيض. وبناء على ما سبق، تظهر مدى الأهمية العلمية والعملية لدراسة التحديات المعاصرة التي تعترض التسامح والتعددية وحصرها، والنتائج التي ستخلص عنها، مع الإتيان بمقترحات لسبل علاجها في المنظور القريب، والوقاية منها على المنظور المتوسط والبعيد. وهنا تظهر الإشكالية الأساس، ويبرز السؤال الرئيس في هذا العمل، وهو ماهي هاته التحديات المعاصرة التي تعترض عملية التسامح وظاهرة التعددية سواء على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي أو على المستوى الدولي، وكيف يؤدي غياب ثقافة التسامح وانعدام التعددية إلى انتشار ظواهر سلبية من شأنها تهديد السلم والامن المجتمعين في الوطن العربي والإسلامي وسائر بلاد العالم، مع اقتراح حلول وبدائل لهذه التحديات والعوائق، ووضع آليات متعددة الأطراف لحل هذه المشاكل بما يناسب واقعنا المعاصر، ورؤيتنا للمستقبل.

1.4K Views
Scroll to top
Close
Browse Tags